في هذه الأيام التي تتعرض فيها غزة لهذاالعدوان الشرس من الصهائنة لايسع العالم الإسلامي إلا أن يتعاطف بكل ما أوتي من ووسائل لمناصرة المداهذين ودعمهم زالالتفاف خلف المقامين تعزيزا لمواقفهم الشجاعة، أملا في عودة النصر والعزة لهذه الأمة بعدما أصابه من وهن ونخاذل ونخن معشر الإعلاميين يجب أن نواكب الأحداث بنشر الأخبار والمقالات التي ترفع الهمم والمعنويات في صفوف
ابناء الأمة في هذه اللحظات الحالكة ، وهذا أحد مقالات الصمود نعيد نشره لكم في وكالة أنباء سيلبابي :
الهادي محمد المختار النحويغزت
إسرائيل لبنان سنة 1982م وحاصرت بيروت للضغط على المقاومة الفلسطينية وبعد
حصار طويل على مرأى ومسمع من العرب تم الاتفاق على خروج منظمة التحرير
الفلسطينية من لبنان إلى تونس ووزع جيش التحرير الفلسطيني بين بعض الدول
العربية.
استقر أبو عمار ورجاله في تونس لكن إسرائيل لم تتركهم فشنت غارة على مقر المنظمة في تونس سنة 1985م وقتلت حوالي مائة شخص ودمرت المقر وواصلت بعد ذلك تتبع قادة المقاومة واغتالت خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس سنة 1988م واغتالت قادة آخرين في مناطق مختلفة من العالم وهذا منهجها مع قادة كل فصائل المقاومة.
وهكذا قبل العرب بدولهم وجيوشهم وجامعتهم بشروط إسرائيل لكنهم لم يتمكنوا من حماية الفلسطينيين في المنافي في تونس وغيرها ..فكان المفروض أنه ما دام العرب قبلوا بشروط إسرائيل أن يستوثقوا لحماية الفلسطينيين وقيادتهم خاصة أنه لم يعد بإمكانهم تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل لاعتبارات موضوعية تتعلق بالجغرافيا.
ولم يفشل العرب فقط في تأمين حماية الفلسطينيين في المنفى لكنهم فشلوا كذلك فيالبقاء على منفذ للمقاومة في لبنان أو غيرها يمكنها من ضرب العدو .
وبالمقابل كسبت إسرائيل مكاسب مضاعفة إذ أمنت الحدود أولا ثم بعد ذلك تفرغت لمطاردة واغتيال القادة الفلسطينيين فكلما أظهر العرب عجزهم وتحدثوا تلميحا أو تصريحا عن السلام كلما تمسكت إسرائيل بمنهجها الوحيد في التعامل مع الفلسطينيين والعرب ألا وهو القوة .
ومع كل مظاهر العجز آنذاك كانت هناك أصوات وبلدان تتمسك بلغة مؤيدة للمقاومة والكفاح المسلح مثل العراق لكن كارثة الحرب العراقية الإيرانية غيبت العراقيين عن التأثير المتوقع في المشهد.
كما كان في العرب على ضعفهم نوع خجل وعدم جرأة على إظهار مواقف المتخاذلين والمنهزمين بصورة علنية .
ويعيد التاريخ نفسه اليوم لكن بصورة أكثر أسى وألما على أهلنا في غزة ، فالمقاومة الفلسطينية كان وضعها أفضل سنة 1982 م إذ كان عندها جيش ولم تكن محاصرة وكانت تتلقى الأسلحة وكانت لبنان تمثل لها مساحة خلفية معقولة للتحرك بكثير من الحرية .. وكان يتاح لها استقبال المتطوعين من الدول العربية والإسلامية .
أما في غزة فالوضع مختلف تماما من عدة نواحي:
أولا : غزة في حصار شامل محكم منذ ما يقارب سبع سنوات فلا مجال للحصول على الغذاء والدواء ولا حتى حليب الأطفال أحرى السلاح.
ثانيا : لا يوجد للمقاومة سند خلفي أو عمق جغرافي يمكنها التحرك فيه للحصول على ما تحتاجه من سلاح وتجهيزات بسبب الحصار المحكم من العدو ومن "الأشقاء".
ثالثا : في سنة 1982 كانت القيادة الفلسطينية موحدة تمسك بالملف السياسي وبملف المقاومة وتناور حسب الحاجة بهذا الملف أو ذاك أما اليوم فهناك خطان : خط أوسلو والسلطة الذي ليس فقط تخلى عن المقاومة بل إنه يناصبها العداء قولا بتنكره العلني لها وفعلا بتنسيقه الأمني المكشوف مع الإسرائيليين ومن أسوأ إفرازات هذا الخط تصريح ممثل السلطة في مجلس حقوق الإنسان الذي اعتبر فيه صواريخ المقاومة جريمة ضد الإنسانية. أما الخط الآخر فهو خط المقاومة المبني على الإيمان والمبادئ والكفاح المسلح والاستعداد للشهادة ومخاطبة الإسرائيليين باللغة الوحيدة التي تجدي معهم.
رابعا : في سنة 1982م كان هناك خط يدعم المقاومة على الأقل في الظاهر أما اليوم فالمقاومة أصبحت تهمة وتعززت تلك التهمة بظهور مصطلح الإرهاب الذي تطلقه أمريكا ومن يدور في فلكها على كل من لا يعجبهم خارج سياق القوانين والأعراف الدولية هذا دو أن نغفل مواقف تشكر لبعض الدول العربية والاسلامية لكنها تمثل الاستثناء..
خامسا : في سنة 1982 م كان العرب يعانون من حالة ضعف وهزيمة سياسية عامة لكن حالهم كان أفضل من حالهم اليوم الذي ازداد سوءا مع تحالفات ظاهرة وخفية بين إسرائيل وبعض الدول العربية بل أصبح ضرب المقاومة يمثل مصلحة مشتركة وهدفا يتم التنسيق والتعاون حوله بين إسرائيل وبعض الأنظمة العربية.
سادسا : على الرغم من انسلاخ مصر من قضايا الأمة الكبرى منذ رحلة السادات المشؤومة إلى القدس إلا أنه كانت هناك بقية حياء سياسي تجعل من حكام مصر الإبقاء على جانب من تنسيقهم مع العدو سرا ولا يجاهرون بمعاداتهم للمقاومة ، أما اليوم فمصر تبدلت تماما وانتكست وجندت نفسها لخنق الأطفال والنساء والمرضى في غزة ومظاهر ذلك متعددة :
-اعتبار حركة حماس حركة إرهابية وبذلك اجتمعت مصر وإسرائيل في خندق واحد.
-التجييش الإعلامي ضد أهل غزة في وسائل الإعلام المصرية التي يتيقن من يتابعها أن مصر لا تواجه خطرا أكثر من أهل غزة وبلغت الوقاحة ببعض هؤلاء الإعلاميين حد مطالبة الجيش المصري (العظيم) بضرب أهل غزة وانتكس بعض هؤلاء الإعلاميين أكثر عندما اعترضوا على إرسال المساعدات لمنكوبي غزة زاعمين أن فقراء مصر أولى بها.!
-إحكام إغلاق معبر رفح لترك أهل غزة يموتون وتتقطع بهم السبل بين معبر مغلق وقنابل عدو لا يعرف رحمة ولا يفرق بين حجر ولا بشر. وتفضلت الحكومة المصرية بفتح المعبر لسويعات للسماح لحوالي عشرة من المصابين من ضحايا العدوان الإسرائيلي بالخروج أما الإصابات التي لا يعتبرونها خطيرة فلم يسمح لها بالخروج. ويكفي من بؤس الموقف المصري الرسمي أن بانكي مون ناشد مصر بفتح المعبر أمام الحالات الإنسانية.!
- تنفيذ الجيش المصري قبل عدة أشهر لعمليات ضد بعض الصيادين الغزاويين المساكين الذين عانوا الأمرين من إسرائيل فإذا بالجيش المصري العظيم يعتقلهم ، وهم يبحثون عن لقمة عيشهم، ويضربهم ويحكم عليهم بعد ذلك فماذا بقي لإسرائيل؟
وأكمل جيش مصر العظيم بحملته الواسعة لتدمير أنفاق غزة التي حفرها شباب غزة لتوفير الحليب لأطفال غزة لأنها "تهدد" الأمن القومي لمصر.!
حتى القوافل الطبية الإنسانية منعها المصريون من الدخول إلى غزة وكان آخرها قافلة الأطباء الماليزيين.
ووقع بعض "شيوخ " الأزهر في الخطيئة نفسها أو أشد عندما تباكى أحدهم خلال الشهور الماضية على شاشات التلفزيون معترضا على صعود أحد "عناصر مليشيا" غزة حسب وصفه ( يقصد الرئيس المجاهد حامل كتاب الله الكريم الدكتور إسماعيل هنية) لمنبر الجمة في جامع الأزهر . فهل نلوم بعد ذلك عكاشة وأمثاله من المتفرعنين.؟
وكل ذلك لم يحصل في عهد مبارك الذي كان الإسرائيليون يعتبرونه كنزهم الإستراتيجي.
أعلنت وزيرة خارجية إسرائيل حرب إسرائيل على غزة سنة 2008-2009م من القاهرة وهي تتبادل الضحكات مع سيئ الذكر أبي الغيط ومع ذلك لم يصل مبارك ونظامه في التنسيق مع إسرائيل ما وصل إليه حكام مصر اليوم.
كان نظام مبارك على علاته يترك بابا للتواصل مع حماس والجهاد وحركات المقاومة و يتفاوض معها ولم يكتف بسلطة محمود عباس ، أما اليوم فالصورة اختلفت تماما فالمصريون أخرجوا من قاموسهم التفاوض مع المقاومة وسعوا جادين لحشرها في الزاوية لحاجات في نفس اليعاقيب.
ولم يكتفوا بذلك وأصبح همهم إخراج إسرائيل من ورطتها مع ضربات المقاومة وورطتها الإنسانية بعد أن حرقت الأطفال والنساء والرجال في غزة ، فتبرع لها النظام المصري بتبني مبادرتها التي نسقت بين أطراف ثلاثة : إسرائيل والسلطة ومصر ، أما المقاومة التي هي الطرف المعني مباشرة فلم تسمع بالمبادرة إلا عن طريق وسائل الإعلام ، فالهدف كان إحراج حماس والمقاومة .
لكن المقاومة لم تقع في ذلك الفخ وأعلنت رفضها للمبادرة فأسقط في أيدي السلطة الحاكمة في مصر التي بدل أن تسعى لتصحح خطأها وجهت اللوم لحماس وحملتها مسؤولية ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة.
وزعموا أن المبادرة متوازنة وهي تهدف في النهاية حسبما تواترت به التقارير وأظهره فرح إسرائيل بها إلى نزع سلاح المقاومة وفي ذلك التقاء واضح للمصالح بين مصر الرسمية وإسرائيل.
وكما ذكرنا فرغم تخاذل النظام العربي واشتراكه المباشر وغير المباشر في العدوان على غزة فقد سجلت كتائب القسام والمقاومة في معركة 2014 نجاحات لا بد من الوقوف عندها:
- نجاح المقاومة في تطوير قوة صاروخية بعيدة المدى أرعبت الإسرائيليين ونقلت المعركة على الأقل بالأبعاد المعنوية والنفسية إلى تل آبيب والمدن المحتلة الأخرى.
- وبلغت الحرب الإعلامية للقسام ذروة نجاحها بإعلانها عن موعد ضرب تل آبيب وطلبها من وسائل الإعلام الاستعداد للتصوير وتنفيذها للضربات الموعودة في الوقت المحدد.
- إدخال كتائب القسام سلاح الطائرات بدون طيار لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية واستخدامها في تصوير بعض المواقع الإسرائيلية المهمة.
- فتح القسام لمعركة البحر بفضل قوة الضفادع البشرية
- استخدام القسام لتكتيك الضرب من خلف خطوط العدو
- التمكن من المحافظة على القوة الصاروخية وتأمينها من كل وسائل التكنلوجيا المتقدمة التي تمتلكها إسرائيل في قطاع غزة المكتظ والمراقب على مدار الساعة.
- لكن أهم مفاجئات كتائب القسام هو تلك العمليات البطولية التي أسقطت العشرات من الضباط والجنود المعتدين وتوجت هذه المفاجئات بأسر الجندي الصهيوني شاؤل أرون .
وبذلك نجحت كتائب القسام والمقاومة في بناء حالة توازن الرعب والتعامل بندية ومهنية قتالية عالية مع رابع جيش في العالم وقد اعترف أحد المحللين الإسرائيليين ان مقاتلا واحدا من كتائب القسام يعادل عشرة من الجنود الإسرائيليين.
وفي جيب المقاومة المزيد كما وعدت ..
كما ذكرنا أبعدت منظمة التحرير إلى تونس بعد حصار بيروت ووزع جيش التحرير الفلسطيني بين بعض الدول العربية ، لكن المطلوب اليوم في الحرب على غزة ليس تهجير القسام وباقي فصائل المقاومة بل القضاء عليهم ولكن هذه المرة باشتراك مباشر من بعض الأنظمة العربية أو بصورة غير مباشرة بالصمت والتواطؤ السري التي لن يجدي التستر عليها بسياسة ذر الرماد في العيون ببعض الإجراءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لكن المقاومة وجهت رسالة واضحة للمتخاذلين العرب أن خسئتم في حجزكم لمقاعد أمامية في حلف المعتدين والظالمين ، فلن تكسبوا إلا الذلة والمهانة بعد أن خذلتم بمحض إرادتكم أو إرادة غيركم حزب الإيمان والثقة بما عند الله والكرامة والعزة فكان حرمانكم الذي لا يحتاج إلى دليل، ومصيركم يوم القيامة الخزي والعار وأن تحشروا مع أعداء الله الجاحدين الكافرين الضالينوالظالمين والمتجبرين والطغاة وتكون جهنم لكم حصيرا..
والمقاومة بكل ذلك النجاح أرسلت رسائل متعددة أهمها أن زمن الاستكانة والخوف من الجيش "الذي لا يقهر" قد ولى وأن المعركة أصبحت تدار وفق معادلة جديدة تنبع أولا من الإيمان بالله والعزة والكرامة وإعداد مافي الوسع من قوة ترهب العدو. إنها رسالة حماس للجبناء والمتخاذلين والمتآمرين قبل الأعداء.
إنها معركة فاصلة من معارك العزة والكرامة في شهر رمضان المبارك التي سطر فيها جنود وقادة القسام والسرايا وكل المقاومين في غزة فصلا متميزا من فصول تاريخ الأمة المشرف..
ابناء الأمة في هذه اللحظات الحالكة ، وهذا أحد مقالات الصمود نعيد نشره لكم في وكالة أنباء سيلبابي :

استقر أبو عمار ورجاله في تونس لكن إسرائيل لم تتركهم فشنت غارة على مقر المنظمة في تونس سنة 1985م وقتلت حوالي مائة شخص ودمرت المقر وواصلت بعد ذلك تتبع قادة المقاومة واغتالت خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس سنة 1988م واغتالت قادة آخرين في مناطق مختلفة من العالم وهذا منهجها مع قادة كل فصائل المقاومة.
وهكذا قبل العرب بدولهم وجيوشهم وجامعتهم بشروط إسرائيل لكنهم لم يتمكنوا من حماية الفلسطينيين في المنافي في تونس وغيرها ..فكان المفروض أنه ما دام العرب قبلوا بشروط إسرائيل أن يستوثقوا لحماية الفلسطينيين وقيادتهم خاصة أنه لم يعد بإمكانهم تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل لاعتبارات موضوعية تتعلق بالجغرافيا.
ولم يفشل العرب فقط في تأمين حماية الفلسطينيين في المنفى لكنهم فشلوا كذلك فيالبقاء على منفذ للمقاومة في لبنان أو غيرها يمكنها من ضرب العدو .
وبالمقابل كسبت إسرائيل مكاسب مضاعفة إذ أمنت الحدود أولا ثم بعد ذلك تفرغت لمطاردة واغتيال القادة الفلسطينيين فكلما أظهر العرب عجزهم وتحدثوا تلميحا أو تصريحا عن السلام كلما تمسكت إسرائيل بمنهجها الوحيد في التعامل مع الفلسطينيين والعرب ألا وهو القوة .
ومع كل مظاهر العجز آنذاك كانت هناك أصوات وبلدان تتمسك بلغة مؤيدة للمقاومة والكفاح المسلح مثل العراق لكن كارثة الحرب العراقية الإيرانية غيبت العراقيين عن التأثير المتوقع في المشهد.
كما كان في العرب على ضعفهم نوع خجل وعدم جرأة على إظهار مواقف المتخاذلين والمنهزمين بصورة علنية .
ويعيد التاريخ نفسه اليوم لكن بصورة أكثر أسى وألما على أهلنا في غزة ، فالمقاومة الفلسطينية كان وضعها أفضل سنة 1982 م إذ كان عندها جيش ولم تكن محاصرة وكانت تتلقى الأسلحة وكانت لبنان تمثل لها مساحة خلفية معقولة للتحرك بكثير من الحرية .. وكان يتاح لها استقبال المتطوعين من الدول العربية والإسلامية .
أما في غزة فالوضع مختلف تماما من عدة نواحي:
أولا : غزة في حصار شامل محكم منذ ما يقارب سبع سنوات فلا مجال للحصول على الغذاء والدواء ولا حتى حليب الأطفال أحرى السلاح.
ثانيا : لا يوجد للمقاومة سند خلفي أو عمق جغرافي يمكنها التحرك فيه للحصول على ما تحتاجه من سلاح وتجهيزات بسبب الحصار المحكم من العدو ومن "الأشقاء".
ثالثا : في سنة 1982 كانت القيادة الفلسطينية موحدة تمسك بالملف السياسي وبملف المقاومة وتناور حسب الحاجة بهذا الملف أو ذاك أما اليوم فهناك خطان : خط أوسلو والسلطة الذي ليس فقط تخلى عن المقاومة بل إنه يناصبها العداء قولا بتنكره العلني لها وفعلا بتنسيقه الأمني المكشوف مع الإسرائيليين ومن أسوأ إفرازات هذا الخط تصريح ممثل السلطة في مجلس حقوق الإنسان الذي اعتبر فيه صواريخ المقاومة جريمة ضد الإنسانية. أما الخط الآخر فهو خط المقاومة المبني على الإيمان والمبادئ والكفاح المسلح والاستعداد للشهادة ومخاطبة الإسرائيليين باللغة الوحيدة التي تجدي معهم.
رابعا : في سنة 1982م كان هناك خط يدعم المقاومة على الأقل في الظاهر أما اليوم فالمقاومة أصبحت تهمة وتعززت تلك التهمة بظهور مصطلح الإرهاب الذي تطلقه أمريكا ومن يدور في فلكها على كل من لا يعجبهم خارج سياق القوانين والأعراف الدولية هذا دو أن نغفل مواقف تشكر لبعض الدول العربية والاسلامية لكنها تمثل الاستثناء..
خامسا : في سنة 1982 م كان العرب يعانون من حالة ضعف وهزيمة سياسية عامة لكن حالهم كان أفضل من حالهم اليوم الذي ازداد سوءا مع تحالفات ظاهرة وخفية بين إسرائيل وبعض الدول العربية بل أصبح ضرب المقاومة يمثل مصلحة مشتركة وهدفا يتم التنسيق والتعاون حوله بين إسرائيل وبعض الأنظمة العربية.
موقف مصر (الجديدة)
سادسا : على الرغم من انسلاخ مصر من قضايا الأمة الكبرى منذ رحلة السادات المشؤومة إلى القدس إلا أنه كانت هناك بقية حياء سياسي تجعل من حكام مصر الإبقاء على جانب من تنسيقهم مع العدو سرا ولا يجاهرون بمعاداتهم للمقاومة ، أما اليوم فمصر تبدلت تماما وانتكست وجندت نفسها لخنق الأطفال والنساء والمرضى في غزة ومظاهر ذلك متعددة :
-اعتبار حركة حماس حركة إرهابية وبذلك اجتمعت مصر وإسرائيل في خندق واحد.
-التجييش الإعلامي ضد أهل غزة في وسائل الإعلام المصرية التي يتيقن من يتابعها أن مصر لا تواجه خطرا أكثر من أهل غزة وبلغت الوقاحة ببعض هؤلاء الإعلاميين حد مطالبة الجيش المصري (العظيم) بضرب أهل غزة وانتكس بعض هؤلاء الإعلاميين أكثر عندما اعترضوا على إرسال المساعدات لمنكوبي غزة زاعمين أن فقراء مصر أولى بها.!
-إحكام إغلاق معبر رفح لترك أهل غزة يموتون وتتقطع بهم السبل بين معبر مغلق وقنابل عدو لا يعرف رحمة ولا يفرق بين حجر ولا بشر. وتفضلت الحكومة المصرية بفتح المعبر لسويعات للسماح لحوالي عشرة من المصابين من ضحايا العدوان الإسرائيلي بالخروج أما الإصابات التي لا يعتبرونها خطيرة فلم يسمح لها بالخروج. ويكفي من بؤس الموقف المصري الرسمي أن بانكي مون ناشد مصر بفتح المعبر أمام الحالات الإنسانية.!
- تنفيذ الجيش المصري قبل عدة أشهر لعمليات ضد بعض الصيادين الغزاويين المساكين الذين عانوا الأمرين من إسرائيل فإذا بالجيش المصري العظيم يعتقلهم ، وهم يبحثون عن لقمة عيشهم، ويضربهم ويحكم عليهم بعد ذلك فماذا بقي لإسرائيل؟
وأكمل جيش مصر العظيم بحملته الواسعة لتدمير أنفاق غزة التي حفرها شباب غزة لتوفير الحليب لأطفال غزة لأنها "تهدد" الأمن القومي لمصر.!
حتى القوافل الطبية الإنسانية منعها المصريون من الدخول إلى غزة وكان آخرها قافلة الأطباء الماليزيين.
ووقع بعض "شيوخ " الأزهر في الخطيئة نفسها أو أشد عندما تباكى أحدهم خلال الشهور الماضية على شاشات التلفزيون معترضا على صعود أحد "عناصر مليشيا" غزة حسب وصفه ( يقصد الرئيس المجاهد حامل كتاب الله الكريم الدكتور إسماعيل هنية) لمنبر الجمة في جامع الأزهر . فهل نلوم بعد ذلك عكاشة وأمثاله من المتفرعنين.؟
وكل ذلك لم يحصل في عهد مبارك الذي كان الإسرائيليون يعتبرونه كنزهم الإستراتيجي.
أعلنت وزيرة خارجية إسرائيل حرب إسرائيل على غزة سنة 2008-2009م من القاهرة وهي تتبادل الضحكات مع سيئ الذكر أبي الغيط ومع ذلك لم يصل مبارك ونظامه في التنسيق مع إسرائيل ما وصل إليه حكام مصر اليوم.
كان نظام مبارك على علاته يترك بابا للتواصل مع حماس والجهاد وحركات المقاومة و يتفاوض معها ولم يكتف بسلطة محمود عباس ، أما اليوم فالصورة اختلفت تماما فالمصريون أخرجوا من قاموسهم التفاوض مع المقاومة وسعوا جادين لحشرها في الزاوية لحاجات في نفس اليعاقيب.
ولم يكتفوا بذلك وأصبح همهم إخراج إسرائيل من ورطتها مع ضربات المقاومة وورطتها الإنسانية بعد أن حرقت الأطفال والنساء والرجال في غزة ، فتبرع لها النظام المصري بتبني مبادرتها التي نسقت بين أطراف ثلاثة : إسرائيل والسلطة ومصر ، أما المقاومة التي هي الطرف المعني مباشرة فلم تسمع بالمبادرة إلا عن طريق وسائل الإعلام ، فالهدف كان إحراج حماس والمقاومة .
لكن المقاومة لم تقع في ذلك الفخ وأعلنت رفضها للمبادرة فأسقط في أيدي السلطة الحاكمة في مصر التي بدل أن تسعى لتصحح خطأها وجهت اللوم لحماس وحملتها مسؤولية ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة.
وزعموا أن المبادرة متوازنة وهي تهدف في النهاية حسبما تواترت به التقارير وأظهره فرح إسرائيل بها إلى نزع سلاح المقاومة وفي ذلك التقاء واضح للمصالح بين مصر الرسمية وإسرائيل.
إبداعات المقاومة الفلسطينية
وكما ذكرنا فرغم تخاذل النظام العربي واشتراكه المباشر وغير المباشر في العدوان على غزة فقد سجلت كتائب القسام والمقاومة في معركة 2014 نجاحات لا بد من الوقوف عندها:
- نجاح المقاومة في تطوير قوة صاروخية بعيدة المدى أرعبت الإسرائيليين ونقلت المعركة على الأقل بالأبعاد المعنوية والنفسية إلى تل آبيب والمدن المحتلة الأخرى.
- وبلغت الحرب الإعلامية للقسام ذروة نجاحها بإعلانها عن موعد ضرب تل آبيب وطلبها من وسائل الإعلام الاستعداد للتصوير وتنفيذها للضربات الموعودة في الوقت المحدد.
- إدخال كتائب القسام سلاح الطائرات بدون طيار لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية واستخدامها في تصوير بعض المواقع الإسرائيلية المهمة.
- فتح القسام لمعركة البحر بفضل قوة الضفادع البشرية
- استخدام القسام لتكتيك الضرب من خلف خطوط العدو
- التمكن من المحافظة على القوة الصاروخية وتأمينها من كل وسائل التكنلوجيا المتقدمة التي تمتلكها إسرائيل في قطاع غزة المكتظ والمراقب على مدار الساعة.
- لكن أهم مفاجئات كتائب القسام هو تلك العمليات البطولية التي أسقطت العشرات من الضباط والجنود المعتدين وتوجت هذه المفاجئات بأسر الجندي الصهيوني شاؤل أرون .
وبذلك نجحت كتائب القسام والمقاومة في بناء حالة توازن الرعب والتعامل بندية ومهنية قتالية عالية مع رابع جيش في العالم وقد اعترف أحد المحللين الإسرائيليين ان مقاتلا واحدا من كتائب القسام يعادل عشرة من الجنود الإسرائيليين.
وفي جيب المقاومة المزيد كما وعدت ..
المطلوب اليوم رأس المقاومة
كما ذكرنا أبعدت منظمة التحرير إلى تونس بعد حصار بيروت ووزع جيش التحرير الفلسطيني بين بعض الدول العربية ، لكن المطلوب اليوم في الحرب على غزة ليس تهجير القسام وباقي فصائل المقاومة بل القضاء عليهم ولكن هذه المرة باشتراك مباشر من بعض الأنظمة العربية أو بصورة غير مباشرة بالصمت والتواطؤ السري التي لن يجدي التستر عليها بسياسة ذر الرماد في العيون ببعض الإجراءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لكن المقاومة وجهت رسالة واضحة للمتخاذلين العرب أن خسئتم في حجزكم لمقاعد أمامية في حلف المعتدين والظالمين ، فلن تكسبوا إلا الذلة والمهانة بعد أن خذلتم بمحض إرادتكم أو إرادة غيركم حزب الإيمان والثقة بما عند الله والكرامة والعزة فكان حرمانكم الذي لا يحتاج إلى دليل، ومصيركم يوم القيامة الخزي والعار وأن تحشروا مع أعداء الله الجاحدين الكافرين الضالينوالظالمين والمتجبرين والطغاة وتكون جهنم لكم حصيرا..
والمقاومة بكل ذلك النجاح أرسلت رسائل متعددة أهمها أن زمن الاستكانة والخوف من الجيش "الذي لا يقهر" قد ولى وأن المعركة أصبحت تدار وفق معادلة جديدة تنبع أولا من الإيمان بالله والعزة والكرامة وإعداد مافي الوسع من قوة ترهب العدو. إنها رسالة حماس للجبناء والمتخاذلين والمتآمرين قبل الأعداء.
إنها معركة فاصلة من معارك العزة والكرامة في شهر رمضان المبارك التي سطر فيها جنود وقادة القسام والسرايا وكل المقاومين في غزة فصلا متميزا من فصول تاريخ الأمة المشرف..
0 التعليقات:
إرسال تعليق